تعرف على محمد الرسول الإنسان
  الجزء الأول
 



هذا تعريف بسيط لحياة نبي الهدى النور الساطع و الرحمة المهداة صلى الله عليه و سلم حبيب القلوب..وطبيبها النص عن كتاب اسد الغابةللشيخ الإمام العالم الحافظ البارع الأوحد بقية السلف عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري المعروف ب " ابن الأثير " - رضي الله عنه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أبو القاسم سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم فأما ما بعد عدنان من آبائه إلى إسماعيل بن إبراهيم الخليل - صلى الله عليهما وسلم - ففيه اختلاف كثير في العدد والأسماء لا ينضبط ولا يحصل منه غرض فتركناه لذلك ومضر وربيعة هم صريح ولد إسماعيل باتفاق جميع أهل النسب وما سوى ذلك فقد اختلفوا فيه اختلافا كثيرا وأم رسول الله صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة القرشية الزهرية تجتمع هي وعبد الله في كلاب خرج عبد المطلب بابنه عبد الله إلى وهب بن عبد مناف فزوجه ابنته آمنة وقيل كانت آمنة في حجر عمها وهيب بن عبد مناف فأتاه عبد المطلب فخطب إليه ابنته هالة بنت وهيب لنفسه وخطب على ابنه عبد الله ابنة أخيه آمنة بنت وهب فتزوجا في مجلس واحد فولدت هالة لعبد المطلب حمزة أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بن جعفر بإسناده عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال : وكانت آمنة بنت وهب تحدث أنها أتيت حين حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل لها : إنك حملت بسيد هذه الأمة فسميه محمدا . . فلما وضعته أرسلت إلى جده عبد المطلب تقول : قد ولد لك الليلة ولد فانظر إليه فلما جاءها أخبرته بالذي رأت وكان أبوه عبد الله قد توفي وأمه حامل به وقيل : توفي وللنبي صلى الله عليه وسلم ثمانية وعشرون شهرا وقيل : كان له سبعة أشهر والأول أثبت وكانت وفاته بالمدينة عند أخواله بني عدي بن النجار وكان أبوه عبد المطلب بعثه إلى المدينة يمتار تمرا فمات وقيل : بل أرسله إلى الشام في تجاره فعاد من غزة مريضا فتوفي بالمدينة وكان عمره خمسا وعشرين سنة ويقال : كان عمره ثمانيا وعشرين سنة وإنما قيل لبني عدي أخواله لأن أم عبد المطلب سلمى بنت زيد وقيل بنت عمرو بن زيد من بني عدي بن النجار وكان عبد المطلب قد أرسل ابنه الزبير بن عبد المطلب إلى أخيه عبد الله بالمدينة فشهد وفاته ودفن في دار النابغة وكان عبد الله والزبير وأبو طالب إخوة لأب وأم ؛ أمهم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم وورث النبي صلى الله عليه وسلم من أبيه أم أيمن وخمسة أجمال وقطيع غنم وسيفا مأثورا وورقا وكانت أم أيمن تحضنه قال : أخبرنا ابن إسحاق قال : حدثني المطلب بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن جده قيس بن مخرمة قال : ولدت أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفيل كنالدتين قيل : وكان مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لعشر ليال خلون من ربيع الأول ويقال لليلتين خلتا منه وقيل لثمان خلون منه عام الفيل وذلك لأربعين سنة مضت من ملك كسرى أنوشروان بن قباذ وكان ملك أنوشروان سبعا وأربعين سنة وثمانية أشهر ولما ولد ختنه جده عبد المطلب في اليوم السابع وقيل : ولد مختونا مسرورا وقد استقصينا ذكر آبائه وأسمائهم وأحوالهم في الكامل في التاريخ فلا نطول بذكره هنا ؛ فإننا نقصد ذكر الجمل لا التفصيل ولما ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التمسوا له الرضعاء فاسترضع له امرأة من بني سعد بن بكر بن هوازن بن منصور يقال لها : حليمة بنت أبي ذؤيب واسمه الحارث فليطلب خبرها من ترجمتها ومن ترجمة أخته من الرضاعة : الشيماء فقد ذكرناهما قال ابن إسحاق : قالت حليمة : " فلم نزل يرينا الله البركة ونتعرفها تعني برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ سنتين فقد منا به على أمه ونحن أضن شيء به مما رأينا فيه من البركة ؛ فلما رأته قلنا لها : دعينا نرجع به هذه السنة الأخرى فإنا نخشى عليه وباء مكة فسرحته معنا فأقمنا به شهرين أو ثلاثة ؛ فبينا هو خلف بيوتنا مع أخ له إذ جاء أخوه يشتد فقال : أخي القرشي قد جاء رجلان فأضجعاه وشقا بطنه فخرجت أنا وأبوه نشتد نحوه فنجده قائما ممتقعا لونه فاعتنقه أبوه وقال : أي بني ما شأنك فقال : جاءني رجلان عليهما ثياب بياض فشقا بطني فاستخرجا منه شيئا ثم رداه فقال أبوه : لقد خشيت أن يكون قد أصيب فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما نتخوف قالت : فاحتملناه ؛ فقالت أمه : ما ردكما به فقد كنتما عليه حريصين فقلنا : إن الله قد أدى عنا وقضينا الذي علينا وإنا نخشى عليه الأحداث فقالت : أصدقاني شأنكما فأخبرناها خبره فقالت : أخشيتما عليه الشيطان كلا والله إني رأيت حين حملت به أنه خرج مني نور أضاءت له قصور الشام فدعاه عنكما " وأرضعته أيضا ثويبة مولاة أبي لهب أياما قبل حليمة بلبن ابن لها يقال له مسروح وأرضعت قبله حمزة عمه وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد ولما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبعث إلى ثويبة بصلة وكسوة حتى توفيت منصرفه من خيبر سنة سبع فسأل عن ابنها مسروح فقيل : توفي قبلها فقال : هل ترك من قرابة فقيل : لم يبق له أحد ذكر وفاة أمه وجده وكفالة عمه أبي طالب له والإسناد عن ابن إسحاق قال : حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال : قدمت آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم برسول الله صلى الله عليه وسلم على أخواله بني عدي بن النجار المدينة ثم رجعت فماتت بالأبواء ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ست سنين وقيل : ماتت بمكة ودفنت في شعب أبي دب والأول أصح قال ابن إسحاق : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جده عبد المطلب قال : فحدثني العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله قال : كان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة وكان لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالا له وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي حتى يجلس عليه فيذهب أعمامه يؤخرونه فيقول عبد المطلب : دعوا ابني ويمسح على ظهره ويقول : أن لابني هذا لشأنا فتوفي عبد المطلب والنبي ابن ثمان سنين وكان قد كف بصره قبل موته وكان عبد المطلب أول من خضب بالوسمة ولما حضره الموت جمع بنيه وأوصالهم برسول الله صلى الله عليه وسلم فاقترع الزبير وأبو طالب أيهما يكفل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابت القرعة أبا طالب فأخذه إليه وقيل : بل اختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم على الزبير وكان ألطف عميه به وقيل : أوصى عبد المطلب أبا طالب به وقيل : بل كفله الزبير حتى مات ثم كفله أبو طالب بعده وهذا غلط لأن الزبير شهد حلف الفضول بعد موت عبد المطلب ولرسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ نيف وعشرون سنة وأجمع العلماء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شخص مع عمه أبي طالب إلى الشام بعد موت عبد المطلب بأقل من خمس سنين ؛ فهذا يدل على أن أبا طالب كفله ؛ ثم إن أبا طالب سار إلى الشام وأخذ معه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عمره اثنتي عشرة سنة وقيل : تسع سنين والأول أكثر فرآه بحيرا الراهب ورأى علائم النبوة وكانوا يتوقعون ظهور نبي من قريش فقال لعمه : ما هذا منك قال : ابني قال : لا ينبغي أن يكون أبوه حيا قال : هو ابن أخي قال : إني لأحبسه الذي بشر به عيسى ؛ فإن زمانه قد قرب فاحتفظ به فرده إلى مكة ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد مع عمومته حرب الفجار يوم نخلة وهو من أعظم أيام الفجار . والفجار حرب كانت بين قريش ومعها كنانة وبين قيس وقد ذكرناه في الكامل وهو من أعظم أيام العرب وكان يناولهم النبل ويحفظ متاعهم وكان عمره يومئذ نحو عشرين سنة أو ما يقاربها وقيل : إنه شهد يوم شمطة أيضا وهو من أعظم أيام الفجار وكانت الهزيمة فيه على قريش وكنانة قال الزهري : لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا اليوم ولو شهده لم تنهزم قريش وهذا ليس بشيء ؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انهزم أصحابه عنه يوم أحد وكثر القتل فيهم ذكر تزوج رسول الله خديجة وذكر أولاده قال : وأخبرنا يونس عن ابن إسحاق قال : وكانت خديجة بنت خويلد امرأة ذات شرف ومال تستأجر له الرجال أو تضاربهم بشيء تجعله لهم منه فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج في مالها إلى الشام مع غلام لها يقال له : ميسرة فقبله منها رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج في مالها إلى الشام فرآه راهب اسمه نسطور فأخبر ميسرة أنه نبي هذه الأمة ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم واشترى ما أراد ثم أقبل قافلا فلما قدم مكة على خديجة بمالها باعته فأضعف أو قريبا وحدثها ميسرة عن قول الراهب فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني قد رغبت فيك لقرابتك مني وشرفك وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك وعرضه عليه نفسها فخطبها وتزوجها على اثنتي عشرة أوقية ونش الأوقية وأربعون درهما . وقد ذكرنا ذلك في ترجمة خديجة - رضي الله عنها وولد له من الولد بناته كلهن وأولاده الذكور كلهم من خديجة إلا إبراهيم ؛ فأما البنات فزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة - رضي الله عنهن - وأما الذكور فالقاسم وبه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنى والطاهر والطيب وقيل : القاسم والطاهر وعبد الله وهو الطيب ؛ لأنه ولد في الإسلام وقيل : القاسم وعبد الله وهو الطاهر والطيب فمات القاسم بمكة وهو أول من مات من ولده ثم عبد الله قاله الزبير بن بكار . وقد ذكرت في خديجة وفي بناته - رضي الله عنهن - أكثر من هذا ولما تزوج خديجة كان عمره خمسا وعشرين سنة وكانت هي ابنة أربعين سنة وقيل : غير ذلك ذكر بناء الكعبة ووضع رسول الله الحجر الأسود قال ابن إسحاق : كانت الكعبة رضما فوق القامة فأرادت قريش أن يهدموها ويرفعوها ويسقفوها وكانوا يهابون هدمها فاتفق أن نفرا من قريش سرقوا كنز الكعبة وكان يكون في جوف الكعبة وكان البحر قد ألقى سفينة إلى جدة لرجل من الروم فتحطمت فأخذوا خشبها فأعدوه لسقفها فاجتمعت قريش على هدمها وذلك بعد الفجار بخمس عشرة سنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذاك ابن خمس وثلاثين سنة فلما أجمعوا على هدمها قام أبو وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم وهو جد سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب فتناول حجرا من الكعبة فوثب من يده فرجع إلى موضعه فقال : يا معشر قريش لا تدخلن في بنيانها من كسبكم إلا طيبا ولا تدخلوا فيها مهر بغي ولا ربا ولا مظلمة وقيل : إن الوليد بن المغير قال هذا فهدموها واقتسمت قريش عمارة البيت فكان الباب لبني عبد مناف وبني زهرة وكان ما بين الركن الأسود واليماني لبني مخزوم وتيم وقبائل من قريش وكان ظهرها لسهم وجمح وكان شق الحجر لبني عبد الدار وبني أسد وبني عدي بن كعب ؛ فبنوا حتى بلغ البناء موضع الركن فكانت كل قبيلة تريد أن ترفعه حتى تجاذبوا وتخالفوا وأعدوا للقتال فبقوا أربع ليال أو خمس ليال فقال أبو أمية المخزومي : يا معشر قريش اجعلوا بينكم أول من يدخل من باب المسجد فلما توافقوا على ذلك ورضوا به دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : هذا الأمين قد رضينا به فلما انتهى إليهم أخبروه الخبر فقال : هلموا ثوبا فأتوه به فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم الركن فيه بيده ثم قال : لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوا جميعا فرفعوه حتى إذا بلغوا به موضعه وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ثم بنى عليه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى في الجاهلية : الأمين قبل أن يوحى إليه وقيل : كان سبب بنائها أن السيل ملأ الوادي ودخل الكعبة فتصدعت فبنتها قريش وقيل : إن الذي أشار بأول من يدخل أبو حذيفة بن المغيرة وكانت هذه فضيلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم على سائر قريش ومما قدمه الله قبل المبعث من الكرامة ذكر المبعث قالوا : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وله أربعون سنة وذلك في ملك أبرويز بن هرمز بن كسرى أنوشروان ملك الفرس وقال ابن المسيب : بعثه الله عز وجل وله ثلاث وأربعون سنة فأقام بمكة عشرا وبالمدينة عشرا وقال ابن إسحاق : بعثه الله وله أربعون سنة فأقام بمكة ثلاث عشرة سنة وبالمدينة عشرا وقيل : إنه كتم أمره ثلاث سنين فكان يدعو مستخفيا إلى أن أنزل الله تعالى : " وأنذر عشيرتك الأقربين " فأظهر الدعوة قال أبو عمر : بعثه الله عز وجل نبيا يوم الاثنين لثمان من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين من عام الفيل أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس عن ابن إسحاق حدثني عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان بن جارية الثقفي - وكان واعية - عن بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد الله كرامته وابتدأه بالنبوة ؛ فكان لا يمر بحجر ولا شجر إلا سلم عليه وسمع منه فيلتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه وعن يمينه وشماله فلا يرى إلا الشجر وما حوله من الحجارة وهي تقول : السلام عليك يا رسول الله وأخبرنا غير واحد بإسنادهم عن محمد بن إسماعيل أخبرنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت : " أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم ؛ كان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء ؛ فكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال : اقرأ فقال : ما أنا بقارئ قال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : اقرأ فقلت : ما أنا بقارئ قال : فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : اقرأ قلت : ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال : " اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم " فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة وذكر الحديث في ذهابها إلى ورقة بن نوفل وروي عن جابر بإسناد صحيح : أن أول ما نزل من القرآن " يا أيها المدثر " أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس عن ابن إسحاق قال : فابتدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتنزيل يوم الجمعة في رمضان بقول الله عز وجل " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن " إلى آخر الآية . وقال تعالى : " وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان " وذلك ملتقى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشركين يوم بدر صبيحة الجمعة لسبع عشرة مضت من رمضان وقال يونس عن بشر بن أبي حفص الكندي الدمشقي قال : حدثني مكحول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال : " لا يغادرنك صيام يوم الاثنين فإني ولدت يوم الاثنين وأوحي إلي يوم الاثنين وهاجرت يوم الاثنين " ثم إن جبريل عليه السلام علم رسول الله صلى الله عليه وسلم الوضوء والصلاة ركعتين فأتى خديجة فأخبرها فتوضأت وصلت ركعتين معه وقيل : كانت الصلاة الضحى والعصر ثم دعا الناس إلى الإسلام وقد ذكرنا أول من أسلم في أبي بكر وعلي وزيد بن حارثة واستجاب له نفر من الناس سرا حتى كثروا فظهر أمرهم والوجوه من كفار قريش غير منكرين لما يقول وكان إذا مر بهم يقولون : " إن محمدا يكلم من السماء " فلم يزالوا كذلك حتى أظهر عيب آلهتهم وأخبرهم أن آباءهم ماتوا على الكفر والضلال وأنهم في النار فعادوه وأبغضوه وآذوه وكان أصحابه إذا صلوا انطلقوا إلى الأودية وصلوا سرا ولما أظهرت قريش عداوته حدب عليه أبو طالب عمه ونصره ومنعه ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خاف كفار قريش اختفى هو ومن معه في دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي إلى أن أسلم عمر فخرجوا ووثبت قريش على من فيها من المستضعفين فعذبوهم وذكرنا ذلك في
 
  الزائر 3 visiteurs (9 hits)  
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement