تعرف على محمد الرسول الإنسان
  النبي الأمي
 


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد فلا شك أنالنبي الكريم محمداً صلى الله عليه وسلم قد ولد أمياً، وظل على ذلك إلى أن بعث وهوأمي، وهذا كمال في حق النبي صلى الله عليه وسلم، ومعجزة من معجزاته الشريفة، قالالله تعالى: "هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهمالكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين"[ الجمعة: 2 ]. وفي وصف الرسولالأمي بأنه يتلو على الأميين آيات الله أي وحيه، ويزكيهم، ويعلمهم الكتاب أي يلقنهمإياه، كما كانت الرسل تلقن الأمم الكتاب بالكتابة، ويعلمهم الحكمة التي علمتهاالرسل السابقون أممهم، في كل هذه الأوصاف تحد بمعجزة الأمية في هذا الرسول صلى اللهعليه وسلم فهو مع كونه أمياً قد أتى أمته بجميع الفوائد التي أتى بها الرسل غيرالأميين أممهم لا ينقص عنهم شيئاً، فتمحضت الأمية للكون معجزة حصل من صاحبها أفضلمما حصل من الرسل الكاتبين مثل موسى. وفي وصف الأمي بالتلاوة، وتعليم )الكتابوالحكمة، وتزكية النفوس، ضرب من محسن الطباق، لأن المتعارف عليه أن هذه مضادةللأمية. أفاده العلامة بن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير(13)/209) ولا شك أنإبقاء الله لنبيه على الأمية كان لحكمة عظيمة، قال الفخر الرازي عند قوله تعالى : "رسولاً منهم" يعني محمداً صلى الله عليه وسلم نسبه من نسبهم، وهو من جنسهم، كماقال تعالى: "لقد جاءكم رسول من أنفسكم" [التوبة:128] قال أهل المعاني: وكان هو صلىالله عليه وسلم أيضاً أمياً مثل الأمة التي بعث فيهم، وكانت البشارة به في الكتب قدتقدمت بأنه النبي الأمي، وكونه بهذه الصفة أبعد من توهم الاستعانة على ما أتى به منالحكمة بالكتابة، فكانت حاله مشاكلة لحال الذين بعث فيهم، وذلك أقرب إلى صدقه. التفسير الكبير(10538) للرازي. ومن الآيات التي تشير إلى الحكمة من كونه أمياًقوله تعالى: "وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتابالمبطلون"[العنكبوت:48] قال ابن عاشور: "هذا استدلال بصفة الأمية المعروف بهاالرسول صلى الله عليه وسلم، ودلالتها على أنه موحى إليه من الله أعظم دلالة، وقدورد الاستدلال بها في مواضع كقوله: "ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان"[الشورى:52] وقوله: "فقد لبثت فيكم عمراً من قبله أفلا تعقلون"[يونس:16]. ومعنى: (ما كنت تتلومن قبله من كتاب) إنك لم تكن تقرأ كتاباً حتى يقول أحد: هذا القرآن الذي جاء به هومما كان يتلوه من قبل. )ولا تخطه) أي لا تكتب كتاباً، ولو كنت لا تتلوه،فالمقصود نفي حالتي التعلم، وهما: التعلم بالقراءة، والتعلم بالكتابة، استقصاء فيتحقيق وصف الأمية...(بل هو آيات بينات في صدور الذي أوتوا العلم وما يجحد بآياتناإلا الظالمون)[العنكبوت:49] .. أي بل القرآن آيات ليست مما كان يتلى قبل نزوله، بلهو آيات في صدر النبي صلى الله عليه وسلم. فالمراد من (صدور الذين أوتوا العلم) صدرالنبي صلى الله عليه وسلم عبر عنه بالجمع تعظيماً له، والعلم الذي أوتيه النبي صلىالله عليه وسلم هو النبوة - التحرير والتنوير(10/12) .)- و يحسن بنا هنا أن نشيرإلى جواب سؤال مهم وهو: هل ظل الرسول صلى الله عليه وسلم على أميته إلى أن توفي؟ أمتعلم القراءة والكتابة بعد أن بعث بفترة؟ وهل قرأ الرسول صلى الله عليه وسلمكتاباً؟ وهل كتب بيده الشريفة صلى الله عليه وسلم؟ وللجوابعن هذا السؤال نقول : نقل الإمام النووي عن القاضي عياض الخلاف في ذلك، وعزى إليه أن الباجي وغيره ذهبواإلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى كتب، كما في قصة صلح الحديبية من روايةالبخاري وفيه: "أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب، فكتب" وزاد عنه في طريقآخر" ولا يحسن أن يكتب فكتب" قالوا: "وهذا لا يقدح في أميته. بينما ذهب الأكثرون إلىمنع ذلك كله". وقالوا: قوله "كتب" أي: أمر بالكتابة.. إلخ. انظر صحيح مسلم كتابالجهاد، باب صلح الحديبية في الحديبية بشرح النووي(6/381 ) .
 
  الزائر 2 visiteurs (8 hits)  
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement